دور الرّجال والفتيان فى تحقيق المساواة بين الجنسين

Statements

دور الرّجال والفتيان فى تحقيق المساواة بين الجنسين

بيان خطيّ مُعدّ للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في دورتها الثامنة والأربعين البند الثالث فقرة ( أ ) من جدول الأعمال المؤقت

نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكيّة—
١-١ آذار/مارس ٢٠٠٤

أكّد برنامج عمل بيجين لعام 1995على أهميّة مساهمة الرّجال والفتيان في تحقيق المساواة  بين الجنسين. وشهدت السنوات الأخيرة تقدّما كبيرًا في حصول المرأة على حقوقها السياسيّة والمدنيّة، إلاّ أنّ تطبيق المساواة الكاملة بين الجنسين يتطلّب تحوّلًا عميقًا في القيم الفردية والنظرة والسّلوك، والذي سيحوّل في نهاية المطاف روح عمل المؤسسات الاجتماعية فيجعلها أكثر ترحيبًا بالمرأة.

تقدّم تعاليم الدّين البهائيّ نموذجًا للمساواة بين الجنسين مبنيّ على أساس مفهوم الشراكة بين الجنسين والدّعم الفاعل للرّجال والفتيان من أجل تحقيق المساواة. هناك ثلاثة عناصر أساسيّة يرتكز عليها النهج البهائي:

·    البهائيون ملتزمون بالتغيير والتحوُّل الاجتماعي المتطوّر للقيم الأساسيّة، حتى في مناطق العالم التي تفرض فيها التّقاليد الثّقافيّة عقبات على طريق تقدّم المرأة. إنّ التغيير الذي تبقى آثاره يأتي من خلال التعاون البنّاء بين الرّجال والنّساء وليس من خلال المواجهة بينهما. وبالتالي، فإنّنا ندعو جميع أفراد المجتمع لتشجيع ودعم النّساء لتطوير كامل قابلياتهنّ والكفاح  من أجل نيل المساواة وحقوقهن الإنسانيّة، مدركين بأنه يمكن تحقيق أكثر من ذلك بكثير على المدى الطويل إذا عمل الرجال والنّساء معًا. ولذلك، يتم داخل الأسرة، تعليم الفتيان والفتيات احترام جميع الإناث، وتُنظّم داخل الجامعة البهائية برامج لتثقيف الرّجال والفتيان فيما يتعلّق بوضع المرأة، ويتمّ وضع التّدابير العمليّة المتنوعة لتعزيز مشاركتهم في دعم وترويج المساواة بين الجنسين كهدف مشترك للجامعة.

·    يرتبط التّطوير الكامل للرّجال والفتيان ارتباطًا وثيقًا بتقدّم المرأة. إنّ مجتمعًا يتّسم بالمساواة بين الجنسين سوف يخدم مصالحهما معًا، يمكّن الرّجل والمرأة من التّطور بطريقة أكثر توازنًا وتعدّدًا في نواحيها المختلفة، ونبذ القوالب النّمطية الجامدة، اللذان هما أمران حيويان للغاية لتغيير القوّة المحرّكة للعائلة، ويمنح النّساء الحقّ الكامل في دخول عالم العمل. كما أنّ هذا التطوير يُمكّن الجنسين من التعرّف على الاحتياجات الخاصّة بكلّ منهما، ممّا يوجِد وعيًا ذا أهميّة حيويًّة لحلّ القضايا المرتبطة بصحّة المرأة. ويمكّن أيضًا استبدال العلاقات غير المتكافئة والميول نحو الهيمنة والعدوانيّة بشراكات حقيقيّة بين الجنسين تتّسم بالتّعاون وتقاسم الموارد وصنع القرار.

·   ينظر البهائيّون إلى تقدّم المرأة على أنّه عمليّة عضوية مستمرّة تتوافق مع قوى التحوّل الاجتماعيّ والتحرّك نحو الاعتراف بوحدة الجنس البشري. إنّنا نوصي بالإقدام على بداية، مهما كانت متواضعة، بتربية وتثقيف الفتيان منذ المراحل الأولى من تطورهم الاجتماعيّ بمبادرات هي ضمن الحدود المرسومة أعلاه، وبإشراك الرّجال ودعمهم لهذه العمليّة من أجل تعزيز إدراك أكثر وعيًا بأنّ مصالح الرّجال والفتيان مرتبطة بمصالح النّساء.

·   في ضوء خبرة المجتمع البهائيّ ومساهمته في 182 بلدًا نحو تطبيق هذه المبادئ، يبقى البهائيون متفائلين بشأن تحقيق المساواة بين الجنسين والمشاركة المتنامية للرّجال والفتيان في تحقيق هذا الهدف.

الاصل الإنجليزي: