العظمة التي قد تكون لهم: مشروع مشترك بين ال (يونيفم) والجامعة البهائية لزيادة الوعي في المجتمع المحلي

Statements

العظمة التي قد تكون لهم: مشروع مشترك بين ال (يونيفم) والجامعة البهائية لزيادة الوعي في المجتمع المحلي

الفصل السادس من "العظمة التي يمكن أن تكون لهم"

بادن، الكاميرون—
أكتوبر – ديسمبر ١٩٩٣م

تم نشر هذه المقالة لأول مرة في العدد أكتوبر- ديسمبر ١٩٩٣(المجلد الخامس، العدد الثالث) لمجلة One Country تحت عنوان "مشروع الـ UNIFEM والجامعة البهائية يؤدّي إلى الحصول على نتائج إيجابية."

"كان العالم في السابق محكوماً بالقوة … ولكن الميزان بدأ الآن يتغير … إن القوة بدأت تفقد أهميتها، أما اليقظة الفكرية وسرعة البديهة، والصفات الخلقية الروحية التي تكمن بقوة في المرأة كالمحبة والخدمة، هي في صعود وارتقاء." عبدالبهاء


في قرية بادان بالإقليم الشرقي لكاميرون كانت المسرحيات القصيرة التي عُرضَت هنا في ميدان القرية في يوم التسوق في شهر يوليو الماضي بواسطة سكان هذه القرية الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا، من أكثر العروض بساطة.

لنأخذ بالاعتبار الرواية البسيطة التي عرضت في هذه المسرحية القصيرة، التي كتبها القرويون أنفسهم: بعد الانتهاء من بيع محاصيله، يقوم مزارع الفول السوداني بإخفاء النقود عن زوجته ويذهب إلى الحانة ليشتري مشروباً لجميع أصدقائه، ثم يصرف ما تبقى من النقود على امرأة.

وعندما يرجع إلى المنزل، تقوم زوجته بتوبيخه بسبب إسرافه. ثم يصاب ابنه بمرض مهلك، ولكنه لا يملك أي نقود لشراء الدواء. ولكن لحسن الحظ، يتبرع طبيب متعاطف بالدواء اللازم. وفي النهاية، يدرك المزارع خطأه ويتخذ قراراً أن يقوم في المستقبل بالمشورة مع زوجته قبل إنفاق أرباحهما.

بالرغم من بساطة الموضوع، والتمثيل غير المتقن، وغياب الأزياء والأجهزة، فإن هذه المسرحية وغيرها من المسرحيات، قد أحرزت نجاحاً باهراً في هذا الإقليم البعيد النامي.

من ضمن نتائج المشروع التجريبي الذي مدته سنتان، ويقام في ثلاث دول بواسطة صندوق الأمم المتحدة لتنمية المرأة (UNIFEM) والجامعة البهائية العالمية، فإن المسرحيات تصور أحداثاً ومواقف مألوفة لدى الرجال والنساء هنا، وتلقى تجاوباً جيداً.

يهدف المشروع إلى تنشيط حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المحلي كلها عن طريق تعزيز مكانة المرأة أولاً، من خلال الاستفادة مما تقدمه وسائل الإعلام التقليدية، كالمسرح والأغاني والرقص.

تقول منى جريسر، المديرة الفنية العالمية للمشروع: "تحمل هذه المسرحية القصيرة البسيطة في طياتها العديد من الرسائل. هناك رسائل تتعلق بمسؤولية الآباء وأهمية إدارة الأموال، ومشاركة الأسرة. ولكن أهم ما في الأمر هو تواجد عدد كبير من الرجال بين الجمهور. ونحن نهدف أساساً للوصول إلى الرجال."

مع أن تجربة الـ UNIFEM مع الجامعة البهائية العالمية، والتي هي تحت عنوان "وسائل الإعلام التقليدية كعوامل للتغيير" "Traditional Media as Change Agent"، مميزة لتكامل أفكارها المتفق عليها حول تنمية الاتصالات مع تعزيز مساواة المرأة، إلا أن الخاصية التي تميزها هي مدى كفاحها من أجل دمج النساء والرجال معاً في العملية.

قالت باميلا بروك: "إن الأمر المدهش بخصوص هذا المشروع هو أنه قد صمم بحيث يشمل الرجال." والآنسة بروك مستشارة مستقلة في مجال تنمية الاتصالات، وقد تم عقد اتفاق معها لإعطاء المساعدة التقنية للمشروع في ماليزيا.

وقالت الآنسة بروك: "إن هناك العديد من المشاريع الخاصة بالنساء تضم نساءً فقط، ولكن البهائيين شعروا بأنه يمكنهم تعزيز التغيير بشكل أفضل من خلال عملية استشارية بين النساء والرجال. لأنه إذا كانت النتيجة غضب النساء وجلوسهن في ركن بعيد، فلن يغير هذا من شيء."

ومع قيام الـ UNIFEM بتمويل المشروع، فقد تم بدء العمل بالمشروع في كل من الكاميرون وبوليفيا وماليزيا في آنٍ واحد، حيث قامت الجامعات البهائية المركزية والمحلية القوية هناك بتوفير الموارد الرئيسة ومجموعة من المتطوعين المتحمسين.

دلائل النجاح

يهدف المشروع أساساً إلى إيجاد التغيير في السلوك. وحتى السلوك فإنه يصعب قياسه، بعكس الجهود المبذولة لتزويد المنتجات الحقيقية مثل المحاصيل الزراعية المطورة أو معدلات أفضل للتطعيم فإن ذلك سهل القياس. هناك دلائل رائعة ومؤثرة للنجاح - في كل من المؤشرات الإحصائية والروائية.

هنا في الإقليم الشرقي من كاميرون ، حيث تم طرح هذا المشروع في سبع قرى ، بدأ الرجال بمشاركة النساء في الحقول، والتشاور معهن بشكل أكبر بشأن الأمور المالية المتعلقة بالأسرة، والسماح لهن بمشاركة أوسع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمجتمع المحلي، تبعاً للاستبيانات وأقوال الأشخاص الذين جاءوا من خارج المنطقة.

قالت مادلين أيدي مساعدة برامج مكتب الأمم المتحدة للإنماء (UNDP الواقع في ياوندي بالكاميرون بأن "هناك تغيير". وقد أمضت أسبوعاً في موقع المشروع في الصيف الماضي. وأضافت: "كانت الزراعة مختصة تقليدياً بالنساء، ولكنني رأيت الرجال وقد بدأوا بالمشاركة. إنهم يقومون بمساعدة النساء. أعتقد أن المشروع رائع."

طبقاً لتياتي أزوك، المنسقة الدولية للمشروع في الكاميرون، فقد أظهرت نتائج الاستبيان الذي جرى في بداية ١٩٩٢ وشمل ٤٥عائلة تقريباً في كل من القرى السبع، بأن الرجال في الواقع هم الذين قاموا باتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالشؤون الماليّة لوحدهم. تبع ذلك استبيان آخر في ١٩٩٣، يشير إلى أن أكثر من ٨٠ بالمائة من العائلات الآن يتخذون مثل هذه القرارات عن طريق المشورة بين الزوج والزوجة. وفي إحصائية هامة أخرى: في بادان، زاد عدد الفتيات اللاتي يتم إرسالهن إلى مدرسة القرية بنسبة ٨٢ بالمائة منذ بدء المشروع.

وفي بوليفيا، يتم تنفيذ المشروع حالياً في ثمان قرى في الإقليم الجنوبي الأوسط لشوكيساكا. وفي قرية بوكونشي، حيث استمر المشروع لأطول مدة، تشير الملاحظات التي أعطيت في المباحثات الجماعية إلى أن النساء يشاركن الآن بشكل أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمجتمع المحلي، وهن على استعداد أكبر للتعبير عن رغبتهن في التعليم، ويحصلن على مساعدة أكبر من الرجال في الأعمال المنزلية اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، انتُخِبت امرأة حديثاً في مجلس سياسي محلّي باسم بوكونشي سنديكاتو. وهي أول امرأة يتم انتخابها على الإطلاق للسنديكاتو هناك. وبعد انتخابها بفترة قصيرة، أصدر المجلس قراراً يحث على إعطاء أهمية عظيمة لاحتياجات المرأة.

وفي ماليزيا، حيث طبق المشروع في قريتين وفي مجتمع محلي من إحدى المدن، توجد أيضاً دلائل قوية على اندماج النساء بنحو أوسع في تنظيم المجتمع المحلي واتخاذ القرارات المتعلقة به. (في الواقع ارتفع عدد النساء اللاتي تم انتخابهن للمجالس المحلية التي يديرها البهائيون منذ بدء المشروع، في جميع المناطق الثلاث).

وتحققت أعظم التغييرات في كامبونج ريمون، وهي قرية صغيرة ونائية في ساراواك، حيث أعطى المشروع فوائد إضافية متعددة. وباستخدام أساليب المشروع للتعرف على مشكلات المجتمع المحلي، فقد أقام القرويون مزرعة للخضار، وبنوا مراحيض جديدة، وقاموا بتأسيس صفوف تعليم القراءة والكتابة للكبار التي صممت أساساً للنساء، ولكنها مفتوحة للرجال.

تقول جو جونغ كونغ، المنسقة المركزيّة للمشروع في ماليزيا، أن هذه الجهود الثلاثة جميعها برزت من خلال عملية مشورة ضمت الرجال والنساء. كما قالت الآنسة كونغ: "في مجتمع القرية، نادراً ما يتباحث ويتشاور الرجال مع النساء، ولكن المشروع أعطى النساء فرصة لطرح المشاكل التي واجهتهن."

إن أهمية إشراك النساء في أي جهد للتنمية أصبح بالطبع أمراً معروفاً بشكل متزايد حول العالم. وأثبتت الدراسات والمؤشرات الإحصائية العديدة أنه كلما تحسنت صحة النساء، وحصلن على تعليم أفضل، وشاركن بنحو أوسع، كلما تحسن وضع الأسرة بكاملها.

قالت مارجوري ثورب، نائبة مدير UNIFEM: "نحن نؤمن أن في هذا العالم النامي، كلما قامت النساء بتأمين التقدم الاقتصادي والاجتماعي والمساواة، سينتفع الجميع. لن يحسن هذا من نوعية الحياة للنساء فحسب، ولكنه سيحسن من طبيعة حياة الرجال والنساء والأطفال جميعاً."

أسلوب عمل مميز

يتخذ المشروع أسلوب عمل متعدد الأوجه نحو تحقيق هذا الهدف. وإلى جانب تجربة عناصر عديدة من المشروع سابقاً، كاستخدام وسائل الإعلام التقليدية لإيصال الأفكار الجديدة، فإن المشروع مميز لتكامل أفكاره المأخوذة من مدى واسع من المصادر – مصادر تتضمن التعاليم البهائية.

بُني المشروع في جوهره حول العناصر التالية:

• يهدف إلى تفعيل عمل الناس مباشرة في تحليل مشاكلهم الخاصة، عن طريق تدريبهم أولاً في استخدام وسائل التحليل الحديثة كمجموعات التركيز والأبحاث الاجتماعية، بالإضافة إلى المشورة البهائية.
• ثم يوجّه مسار ذلك التحليل بالتركيز على أهمية مبدأ خلقي إيجابي، وفي هذه الحالة يكون مبدأ مساواة النساء والرجال.
• وأخيراً يهدف إلى تعزيز التغيير في المجتمع المحلي ببث نتائج تلك التحليلات عبر وسائل الإعلام التقليدية، كالمسرح والأغاني والرقصات، وهي وسائل قليلة المخاطر نسبياً.

قالت الآنسة ثورب من UNIFEM: "يبدأ المشروع بمقدمة منطقية وهي أن الرسالة التي توصلها وسائل الإعلام التقليدية مثل الممثلين، والراقصين، وأصحاب الدمى المتحركة، ومتعهدي السيرك، والمغنين – في المجتمعات البسيطة تؤخذ بجدية كبيرة في المجتمع المحلي، فإذا كانت الرسالة التي يتم توصيلها تساهم في تعزيز مكانة المرأة، ستكون فرصة لبدء حوار مع المجتمع المحلي بأسره، ولكن بأسلوب غير عدائي."

وعلى الرغم من أن الجهود تم تنظيمها من قِبَل الجامعات البهائية في كل منطقة، إلا أنها تهدف إلى إيجاد التغيير في سلوك السكان كافة. تشرح الآنسة ثورب سبب قيام UNIFEM بتمويل المشروع قائلة: "إنّ أحد مزايا العمل مع البهائيين هي أن لديهم ارتباطات قوية جداً بجذور المجتمع. وليسوا أعضاء منظمة من النخبة ولكن لأن هناك أعضاء محليين من البهائيين لهم تاريخ في العمل مع الأبناء المحليين، ولهذا فإن البهائيين يمثلون ارتباطاً مؤثراً ومهماً بالنسبة لنا."

وبشكل عام، فان الجامعات البهائية ليست منعزلة عن المجتمعات حولها، بل مندمجة بشكل جيد في المجتمع ككل. وتتراوح نسبة البهائيين في مواقع المشروع بين أقل من واحد بالمائة إلى حوالي ١٠بالمائة من السكان.

العملية

بدأ المشروع في كل دولة، بجلسات تدريبية على المستوى القطري لمساعدة المتطوعين البهائيين المحليين على تعزيز خبراتهم في بناء المجتمعات المحلية.

عقدت أولاً دورة تنشيطية حول مبادئ المشورة، وهي طريقة مميزة وغير عدوانية أثناء عملية اتخاذ القرارات وتستخدمها الجامعات البهائية على جميع المستويات.

"يساعد التدرب على المشورة البهائية في تعليم كيفية احترام آراء الآخرين، وهذا مهم جداً بالنسبة للنساء، لأن العديد من النساء يشعرن بأن آرائهن ليست مهمة." كما قالت السيّدة لي لي لودهر، وهي مستشارة في مجال التنمية في ماليزيا.

كما تدرّب المتطوعون أيضاً على استعمال أساليب حديثة لجمع البيانات، وخاصة في مجال أبحاث المشاركة واستخدام مجموعات المناقشة الفرعية كوسائل للتعرف على احتياجات المجتمع المحلي. كما عقدت دورات تدريب أيضاً في حفظ البيانات والتنظيم.

ثم أعيد المتطوعون حديثو التدريب إلى مجتمعاتهم المحلية، حيث نظموا جلسات تدريبية مشابهة على المستوى المحلي.

كانت النتيجة خلق مجموعة رئيسة تتضمن المتطوعين للمشروع في كل قرية. لقد تم إنشاء هذه المجموعة الرئيسة حول أعضاء المجلس البهائي المحلي، والذي يعرف بالمحفل الروحاني المحلي. والمحافل الروحانية هيئات منتخبة محلياً ومسؤولة عن رعاية مصالح الجامعة، تعتبر هيئة جاهزة للقيام بالواجب تجاه تحليل احتياجات الجامعة ثم التشاور في أسلوب العمل اللازم.

وانطلق المتطوعون في المشروع بعد جلسات التدريب المحلية، لمقابلة أفراد المجتمع المحلي والتباحث حول اهتماماتهم. وتم استخدام الفيديو وآلات التصوير الفورية في بعض الأحيان أثناء مرحلة جمع المعلومات من الناس، حيث لم يكن كلّ متطوع متعلماً.

تركزت عملية التحليل في كل دولة على العلاقة بين مساواة المرأة (أو عدمها) والمشاكل المحلية.

يقول الدكتور ريتشارد جريسر، أحد المدربين الأساسيين في الكاميرون: "كانت أحد أبسط الأدوات التشخيصية التي ساعدت هذه المجتمعات المحلية على تحليل نفسها هي مطالبتها بكتابة قائمة بالأعمال اليومية التي تقوم بها المرأة العادية في تلك المنطقة." والدكتور جريسر متزوج من منى جريسر، وعمل معها في معظم مراحل المشروع.

يضيف الدكتور جريسر: "ثم طلبنا منهم بعد ذلك كتابة قائمة بالأعمال اليومية التي يقوم بها الرجل." " وقد كان الفرق في كمية العمل مثيراً للدهشة. ففي الواقع، شعر الرجال غالباً بخجل شديد، لأن القائمة لم تكن تبلغ حتى نصف طول قائمة أعمال النساء."

وما أن حُددت المشاكل المحلية، حتى طُلب من المجتمع المحلي نقل استنتاجاته إلى وسائل إعلام محلية مناسبة، كالأغاني والرقصات والقصص والمسرحيات. كما تم تشجيع الفنانين والممثلين المحليين على المساعدة. بعد ذلك، تم تقديم هذه القصص والمسرحيات والأغاني والرقصات للمجتمع المحلي العام في مختلف الاحتفالات والبرامج المسائية الخاصة والاجتماعات الأخرى.

المشاكل نفسها في أنحاء العالم

تم التعرف على المشكلات الرئيسة نفسها بواسطة المشتركين في المراحل الأولى من المشروع في مواقعه الثلاثة. وأعطى المشاركون في المشروع، بعد المشاورة حول احتياجات مجتمعهم، الأولوية العليا إلى مجابهة ثلاث مشكلات رئيسة: (١) الأمية بين النساء، (٢) سوء الإدارة المالية في الأسرة من قبل الرجال، (٣) عبء العمل غير المنصف الملقى على عاتق النساء.

يقول السيد تياتي من الكاميرون: "بدأ الناس أنفسهم يلاحظون أن للنساء حقوق في المجتمع، بالإضافة إلى أن لديهن أشياء هامة يقدمنها". فعلى سبيل المثال، بدأ العديد من الرجال الآن يلاحظون بأن للمرأة قدرة على إدارة الأموال بشكل أفضل من الرجال، الذين ينفقون غالباًُ الكثير على شراء الكحول. وبهذا فإن أحد نتائج المشروع هو أن المرأة الآن هي التي تمسك بزمام الأمور المالية أو على الأقل يقمن بالتشاور حول كيفية إنفاق المال، وذلك في أكثر العائلات التي لها صلة بالمشروع."

كما وجدت مشكلات مشابهة في ماليزيا. تقول السيدة لودهر: "من المشاكل الكبيرة التي تم التركيز عليها في ماليزيا هي الافتقار إلى التعليم والفرص للفتيات والنساء. ولكن بعد أن حُددت القضايا بأسلوب غير عدائي، فإن الناس يلاحظون الآن بأن هذا الافتقار هو مشكلة."

وفي بوليفيا أيضاً، برز التعليم والعمل غير المتكافئ كقضايا مثارة في مجموعات المناقشة الرئيسة هناك.

المرحلة التالية

برزت فكرة المشروع من بيان أصدرته الجامعة البهائية العالمية في الجلسة ٣٢ للجنة التابعة للأمم المتحدة حول وضع المرأة
(United Nations Commission on the Status of Women) . يعالج البيان الحاجة لتغيير السلوكيات التي تدعم قبول فكرة عدم مساواة المرأة، وجاء في البيان أن: "الرجال هم الهدف الرئيس للمباحثات التي تتعلق بمشاريع التنمية الخاصة بالنساء."

وإذ أعجبت بتلك الفكرة، اتصلت السيدة مارغريت سنايدر، وكانت وقتها مديرة UNIFEM، بالجامعة البهائية العالميّة حول تنفيذ مشروع مشترك. وبعد ثلاث سنوات تقريباً من العمل الفكري المشترك، بدء العمل بالمشروع في أكتوبر عام ١٩٩١. وقد أكمل مرحلته الأولى في سبتمبر عام ١٩٩٣.

بلغت قيمة منحة UNIFEM للجامعة البهائية العالميّة ٢٠٥.٠٠٠ دولاراً أمريكياً مخصصة لهذه المرحلة الأولية من المشروع، وهو مقدار ضئيل نسبياً مقارنة بالتبرعات في مجال التنمية، باعتبار أن مواقع المشروع تأسست في ثلاث دول واستمر العمل فيها مدة سنتين.

لا تتمنى الجامعة البهائية العالمية استمرار المشروع فحسب، بل توسّعه ليشمل مواقع أخرى.

تقول ماري باور، مديرة "مكتب الجامعة البهائية العالمية لتقدم المرأة" الذي يقوم بإدارة المشروع على المستوى العالمي: "عبّرت الجامعات البهائية المشاركة عن اهتمامها في توسعة المشروع إلى مرحلة أخرى. تمتلك هذه الجامعات الآن كادراً من المستشارين البهائيين المتدربين الذين يمكن الاستفادة منهم في أوطانهم، وفي الوقت نفسه يمكن الاستفادة منهم كموارد بشرية تقنية في دول أخرى."

حقاً لقد بدأت الجامعات البهائية في نيجيريا والبرازيل مشاريعها التجريبية الخاصة بها تحت عنوان "وسائل الإعلام التقليدية كعوامل للتغيير" بالاتفاق مع الجهود المالية المبذولة من طرف UNIFEM. بالإضافة إلى ذلك، فقد بدأت الجامعات البهائية المحلية في ماليزيا حديثاً مشاريعها الخاصة ذات الطابع الإعلامي في مجال تقدم المرأة، وذلك بعد رؤيتهم للنجاح الذي أحرزته الدول المجاورة في هذا المجال.


[* "مادامت النساء ممنوعات من تحقيق أعلى إمكاناتهن، سيظل الرجال غير قادرين على الوصول إلى العظمة التي يمكن أن تكون لهم." عبدالبهاء – مترجم ]

[ نشر هذا المقال في "العظمة التي يمكن أن تكون لهم"، وهو مؤلف تأملات في "أجندة ومنهاج مؤتمر المرأة العالمي الرابع للأمم المتحدة: المساواة، التنمية والسلام"، طبع ليتم توزيعه في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين بالتزامن مع منتدى المنظمات غير الحكومية في هيوايرو، الصين، أغسطس/سبتمبر ١٩٩٥م. ]

النص الإنجليزي: